السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخواتي طالبات الصف الثاني بقسميه العلمي والادبي
احببت اليوم ان اضيف الى معلوماتكم عن موضوع القسم في القران الكريم من قسم علوم القران
اتمنى ان تستفيدوا منه
ولكم خالص ودي وتقديري ..
القسم في القرآن الكريم
بقلم: الشيخ سمير رحال
من الظواهر المتكررة في القرآن الكريم والتي يلحظها بوضوح كل من جالس القرآن, ظاهرة القسم الإلهي, حيث كان القسم أسلوبا" استخدمه القرآن الكريم في جملة الأساليب الأخرى لإيصال فكرة أو تأكيدها حتى تخالط وجدان وعقل وقلب كل من ألقى السمع وهو شهيد.
ولئن كان القسم أسلوبا" رائجا" في العصر الجاهلي ولكنه في القرآن الكريم أخذ بعدا" آخر يتلائم مع القرآن الكريم وسمو معانيه وأهدافه العالية. وفي ما يلي محاولة للتعرف على هذا الجانب في القرآن الكريم واستجلاء الصورة ضمن نقاط عدة:
في بيان القسم وأركانه وغرضه:
القسم بمعنى الحلف يؤتي به لأجل تحقيق الخبر ( المقسم عليه) وتوطيده لمن كان شاكا" ومترددا" في الحكم, أو لمن كان منكرا" له حى يحصل له العلم فيذعن به ويؤمن. هذا هو المراد غالبا" بالقسم, وقد يراد به بيان ما للمقسم به من أهمية وعظمة أو ما به من أسرار الخلقة كما يظهر ذلك جليا" بمراجعة ما أقسم به تعالى وكما سنشير إلى ذلك لاحقا". أما أركان القسم فهي الحالف وهو في مورد بحثنا الله تعالى, وما يحلف به وقد حلف تعالى في كتابه بما يزيد على أربعين مقسما" به, وما يحلف عليه هو ما يراد إثباته وتوكيده (جواب القسم), ففي مثل قوله تعالى: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر) الله هو الحالف, وقد أقسم بالعصر فهو المقسم به, والمقسم عليه هو خسران الإنسان ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
أما الركن الرابع والأخير فهو الغرض من القسم وقد بيناه آنفا", هذا, وهناك تفاصيل في مبحث القسم والحلف تراجع في محلها.
في ما اقسم به تعالى:
1- القسم بذاته المقدسة وذلك في مواضيع عديدة من القرآن الكريم كما في قوله تعالى : ( فوربك لنحشرنهم والشياطين ) ( قل بلى وربّي لتبعثن ) ( فوربك لنسألنهم أجمعين ) ( تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ) .
2- القسم بالقرآن الكريم والكتاب المبين.
( يس والقرآن الحكيم ) ( ص, والقرآن ذي الذكر ) (ق, والقرآن المجيد ) (حم, والكتاب المبين ) وغير ذلك.
وقد اقسم تعالى بكتابه لبيان عظمة وقدسيته التي تجلت في آيات عديدة كقوله تعالى: ( قدجاءكم من الله نور ) (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وغير ذلك من الآيات.
3- الحلف ببعض الأزمنة.
كما في قوله تعالى: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ( والضحى والليل إذا سجى ) (والفجر وليال عشر) وغير ذلك.
4- الحلف ببعض الأمكنة.
كما في قوله تعالى: ( وطور سنيين وهذا البلد الأمين...) ( والبيت المعمور ).
5- الحلف بملائكته.
كما في قوله تعالى: ( والنازعات غرقى, والناشطات نشطا, والسابحات سبحا, فالسابقات سبقا, فالمدبرات أمرا ) ، كما في سورة الصافات, والذاريات, والمرسلات.
6- الحلف بالمخلوقات والظواهر السماوية.
كقوله تعالى ( والشمس وضحاها, والقمر إذا تلاها.. ) ( والنجم إذا هوى ..) (والسماء ذات البروج..)
7- الحلف بمخلوقاته الأرضية:
( والتين والزيتون..) أقسم بهما لما فيهما من فؤائد جمة. وإن كان من باب المثال.
( ووالد وما ولد ) والمراد بهما إبراهيم الخليل (ع) وإسماعيل (ع). ( ونفس وما سواها ) وغير ذلك .
8- القسم بالنبي (ص) وذلك في موردين .
أ- ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) .
فالله يحلف بحياة النبي (ص) أن قوم لوط في سكرتهم وإنغمارهم في المنكر في ضلال لا يهتدون .
ب- (...وشاهد ومشهود )ورد في التفاسير أن المراد به بالشاهد هو النبي (ص) بقرينة الآيات الأخرى.
9- الحلف بالقيامة.
كما في قوله تعالى (... واليوم الموعود ) ( لا أقسم بيوم القيامة )
( وشاهد ومشهود) والمشهود هو يوم القيامة بقرينة قوله تعالى ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود. )
- وقفة مع ( لا أقسم ).
كثر في موراد عديدة من القسم القرآني , سبق (لا ) على ( اقسم ) كما في قوله تعالى ( لا أقسم بيوم القيامة ) (فلا أقسم بمواقع النجوم ) ( لاأقسم بهذا البلد ...) وغير ذلك من الآ يات , فما المقصود باللام ولما ذكرت ؟
اختلف المفسرون في ذلك على أقوال : أحدها: أنّ لا أقسم كلمة قسم وإن العرب تزيد كلمة لا في القسم كما في قول الشاعر : لا وأبيك ابنة العامري لا يدعي قوم أني اقرّ . فعلى هذا المعنى ( لا ) زائدة , ولكن هل هذا مقبول في كتاب الله ؟ محل خلاف
ثانيها : أنها نافية , أي أنها تنفي كلاما" سابقا" قد تقدم , فهم في سورة القيامة مثلا" عندما أنكروا البعث قيل لهم ليس الأمر كذلك ثم اقسم تعالى بيوم القيامة وبالنفس اللوامة أن البعث حق .
ثالثها : أنها للنفي كما في قوله تعالى : ( لااقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد) كمثال , قال الطبرسي : معناه لا اقسم بهذا البلد وأنت حلّ فيه منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلم يبق للبلد حرمة حيث هتكت حرمتك .
هذا ما أردنا بيانه في هذا البحث المختصر حول القسم القرآني وقد أغفلنا ذكر بعض الفروع والتفاصيل التي تعرض لها بعض المفسرين وأرباب علوم القرآن توخيا" للإختصار ومخافة التطويل .
ملاحظة وتنبه : رغم تعدد الأقسام في السور المتعددة ولكنها تتفاوت في ما بينها وضوحا" : ففي حين يستكمل القسم أركانه في موارد عديدة وتتبادر إلى الذهن الفكرة مباشرة وبوضوح كما في قوله تعالى : ( والعصر إن الانسان لفي خسر ) إلا أنه في موارد أخرى ليس بهذا الموضوح ويحتاج الأمر إلى إعمال الفكر كما في قوله تعالى : ( ص, والقرآن ذي الذكر ) ففي هذا القسم لم يذكر جواب القسم , ولكن الحلف بالقرآن الكريم المكاشف والدال على تعظيمه , ووصفه بأنه مذكر للعباد يدل على الجواب وهو أنه منزل من عنده سبحانه لا ريب فيه ولا شك يعتريه .
اخواتي طالبات الصف الثاني بقسميه العلمي والادبي
احببت اليوم ان اضيف الى معلوماتكم عن موضوع القسم في القران الكريم من قسم علوم القران
اتمنى ان تستفيدوا منه
ولكم خالص ودي وتقديري ..
القسم في القرآن الكريم
بقلم: الشيخ سمير رحال
من الظواهر المتكررة في القرآن الكريم والتي يلحظها بوضوح كل من جالس القرآن, ظاهرة القسم الإلهي, حيث كان القسم أسلوبا" استخدمه القرآن الكريم في جملة الأساليب الأخرى لإيصال فكرة أو تأكيدها حتى تخالط وجدان وعقل وقلب كل من ألقى السمع وهو شهيد.
ولئن كان القسم أسلوبا" رائجا" في العصر الجاهلي ولكنه في القرآن الكريم أخذ بعدا" آخر يتلائم مع القرآن الكريم وسمو معانيه وأهدافه العالية. وفي ما يلي محاولة للتعرف على هذا الجانب في القرآن الكريم واستجلاء الصورة ضمن نقاط عدة:
في بيان القسم وأركانه وغرضه:
القسم بمعنى الحلف يؤتي به لأجل تحقيق الخبر ( المقسم عليه) وتوطيده لمن كان شاكا" ومترددا" في الحكم, أو لمن كان منكرا" له حى يحصل له العلم فيذعن به ويؤمن. هذا هو المراد غالبا" بالقسم, وقد يراد به بيان ما للمقسم به من أهمية وعظمة أو ما به من أسرار الخلقة كما يظهر ذلك جليا" بمراجعة ما أقسم به تعالى وكما سنشير إلى ذلك لاحقا". أما أركان القسم فهي الحالف وهو في مورد بحثنا الله تعالى, وما يحلف به وقد حلف تعالى في كتابه بما يزيد على أربعين مقسما" به, وما يحلف عليه هو ما يراد إثباته وتوكيده (جواب القسم), ففي مثل قوله تعالى: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر) الله هو الحالف, وقد أقسم بالعصر فهو المقسم به, والمقسم عليه هو خسران الإنسان ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
أما الركن الرابع والأخير فهو الغرض من القسم وقد بيناه آنفا", هذا, وهناك تفاصيل في مبحث القسم والحلف تراجع في محلها.
في ما اقسم به تعالى:
1- القسم بذاته المقدسة وذلك في مواضيع عديدة من القرآن الكريم كما في قوله تعالى : ( فوربك لنحشرنهم والشياطين ) ( قل بلى وربّي لتبعثن ) ( فوربك لنسألنهم أجمعين ) ( تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ) .
2- القسم بالقرآن الكريم والكتاب المبين.
( يس والقرآن الحكيم ) ( ص, والقرآن ذي الذكر ) (ق, والقرآن المجيد ) (حم, والكتاب المبين ) وغير ذلك.
وقد اقسم تعالى بكتابه لبيان عظمة وقدسيته التي تجلت في آيات عديدة كقوله تعالى: ( قدجاءكم من الله نور ) (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وغير ذلك من الآيات.
3- الحلف ببعض الأزمنة.
كما في قوله تعالى: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ( والضحى والليل إذا سجى ) (والفجر وليال عشر) وغير ذلك.
4- الحلف ببعض الأمكنة.
كما في قوله تعالى: ( وطور سنيين وهذا البلد الأمين...) ( والبيت المعمور ).
5- الحلف بملائكته.
كما في قوله تعالى: ( والنازعات غرقى, والناشطات نشطا, والسابحات سبحا, فالسابقات سبقا, فالمدبرات أمرا ) ، كما في سورة الصافات, والذاريات, والمرسلات.
6- الحلف بالمخلوقات والظواهر السماوية.
كقوله تعالى ( والشمس وضحاها, والقمر إذا تلاها.. ) ( والنجم إذا هوى ..) (والسماء ذات البروج..)
7- الحلف بمخلوقاته الأرضية:
( والتين والزيتون..) أقسم بهما لما فيهما من فؤائد جمة. وإن كان من باب المثال.
( ووالد وما ولد ) والمراد بهما إبراهيم الخليل (ع) وإسماعيل (ع). ( ونفس وما سواها ) وغير ذلك .
8- القسم بالنبي (ص) وذلك في موردين .
أ- ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) .
فالله يحلف بحياة النبي (ص) أن قوم لوط في سكرتهم وإنغمارهم في المنكر في ضلال لا يهتدون .
ب- (...وشاهد ومشهود )ورد في التفاسير أن المراد به بالشاهد هو النبي (ص) بقرينة الآيات الأخرى.
9- الحلف بالقيامة.
كما في قوله تعالى (... واليوم الموعود ) ( لا أقسم بيوم القيامة )
( وشاهد ومشهود) والمشهود هو يوم القيامة بقرينة قوله تعالى ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود. )
- وقفة مع ( لا أقسم ).
كثر في موراد عديدة من القسم القرآني , سبق (لا ) على ( اقسم ) كما في قوله تعالى ( لا أقسم بيوم القيامة ) (فلا أقسم بمواقع النجوم ) ( لاأقسم بهذا البلد ...) وغير ذلك من الآ يات , فما المقصود باللام ولما ذكرت ؟
اختلف المفسرون في ذلك على أقوال : أحدها: أنّ لا أقسم كلمة قسم وإن العرب تزيد كلمة لا في القسم كما في قول الشاعر : لا وأبيك ابنة العامري لا يدعي قوم أني اقرّ . فعلى هذا المعنى ( لا ) زائدة , ولكن هل هذا مقبول في كتاب الله ؟ محل خلاف
ثانيها : أنها نافية , أي أنها تنفي كلاما" سابقا" قد تقدم , فهم في سورة القيامة مثلا" عندما أنكروا البعث قيل لهم ليس الأمر كذلك ثم اقسم تعالى بيوم القيامة وبالنفس اللوامة أن البعث حق .
ثالثها : أنها للنفي كما في قوله تعالى : ( لااقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد) كمثال , قال الطبرسي : معناه لا اقسم بهذا البلد وأنت حلّ فيه منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلم يبق للبلد حرمة حيث هتكت حرمتك .
هذا ما أردنا بيانه في هذا البحث المختصر حول القسم القرآني وقد أغفلنا ذكر بعض الفروع والتفاصيل التي تعرض لها بعض المفسرين وأرباب علوم القرآن توخيا" للإختصار ومخافة التطويل .
ملاحظة وتنبه : رغم تعدد الأقسام في السور المتعددة ولكنها تتفاوت في ما بينها وضوحا" : ففي حين يستكمل القسم أركانه في موارد عديدة وتتبادر إلى الذهن الفكرة مباشرة وبوضوح كما في قوله تعالى : ( والعصر إن الانسان لفي خسر ) إلا أنه في موارد أخرى ليس بهذا الموضوح ويحتاج الأمر إلى إعمال الفكر كما في قوله تعالى : ( ص, والقرآن ذي الذكر ) ففي هذا القسم لم يذكر جواب القسم , ولكن الحلف بالقرآن الكريم المكاشف والدال على تعظيمه , ووصفه بأنه مذكر للعباد يدل على الجواب وهو أنه منزل من عنده سبحانه لا ريب فيه ولا شك يعتريه .